آراءأبرز العناوين

عندما كنتُ في الدوحة

وبينما كنتُ واقفاً في مكانٍ عام أمام أحد الأبنية الضخمة، أتأمل وأتفحص، أسلمتُ خيالي للمكان، وشردتُ كغزال في غابة، تتملكني رهبةٌ أحياناً، وخوفٌ أحياناً أخرى، ثم تعتريني رعشةٌ أحسُ إثرها بالأمل والراحة، حتى أطلت الوقوف دون أن أشعر، ومضى الوقت سريعاً دون أن أتحرك قيد أنملة.

سمعتُ صوتاً بنبرة أهل البلد، كأنه يعنيني أنا بالذات، نظرتُ باتجاهه، رجلٌ بملابس أنيقة ووجه مبتسم، ثم مدّ يده باتجاهي مصافحاً وأردف: السلام عليكم.. قلتُ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ثم عبّر بكل حفاوة وتواضع عن رغبته باحتساء القهوة معي.. كان الأمر مدهشاً بالنسبة لي، فلم يسبق لي أن التقيتُ به، ولم يخطر ببالي وأنا حديث العهد هنا أن يضعني أحدٌ ما في هذا الموقف، وبدون تردد اعتلت وجهي ابتسامة عريضة، ومضيتُ معه دون أن أنبس ببنت شفة.

كان حواراً جميلاً واقعياً، وكأننا نعرف بعضنا البعض منذ فجر التاريخ، حواراً أيقظ في نفسي مواطن الأخوة الحقيقية وأزال كل غشاوة كانت موجودة بدون مبرر وقبل أن نفترق سألني السؤال الذي كنتُ خائفاً منه لعدم وجود إجابة واضحة عليه: ما عملك ؟ فما كان مني إلا أن رددتُ السؤال عليه وذلك تهرباً مني: أنت ماذا تتوقع؟ فأجاب بسرعة بديهة مدهشة: إن صدق حدسي فأنت إما كاتب أو مفسر أحلام.

ثم تعانقنا عناق الأخوة ومضى كلٌ في سبيله، ثم عدتُ إلى تأملي وأنا أمسح دمعة خرجت للتو.

علي الأبرص – الشرق القطرية

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى