آراء

«نتنياهو» أم «جانتس».. مَن ينتصر؟

مع بداية الأسبوع الماضى خرج علينا الرئيس الأمريكى جو بايدن وقال نصاً: إذا استمرت إسرائيل فى مسارها الحالى مع مثل هذه الحكومة المتطرفة فإنها ستفقد الشرعية الدولية.. التقطت جريدة «تايمز أوف إسرائيل» هذه التصريحات وأجرت تحقيقاً صحفياً أشمل وتوصلت -بعد إجرائها عدداً من الحوارات الصحفية مع مسئولين أمريكان- إلى تأكيدات بأن عدداً من مسئولى البيت الأبيض شددوا على ضرورة قيام إسرائيل بالاستعداد والتخطيط لتشكيل حكومة جديدة لما بعد الحرب فى غزة لأنهم بدأوا يفقدون صبرهم على حكومة نتنياهو.

على الفور قامت جريدة «يديعوت أحرونوت» بتغطية هذه الأحداث بصورة أعم وأشمل، وأكدت فى صدر صفحاتها -نقلاً عن مسئولين أمريكان- بأن مسئولى البيت الأبيض بدأوا فى تحرى الموقف عما إذا كان نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، يتلكأ فى قبول الهدنة لأسباب سياسية أم لا؟

وذكر عدد من المسئولين الأمريكان أن ذلك سيؤدى إلى صدام مباشر بين البيت الأبيض ونتنياهو شخصياً ويجب على نتنياهو أن يفعل كل ما يلزم للتوصل لاتفاق هُدنة نهائى.

فطن «بينى جانتس»، رئيس حزب «معسكر الدولة»ن الوزير فى حكومة الحرب الإسرائيلية، إلى هذه المستجدات، واستغل تراجُع شعبية «نتنياهو» وحالة الغضب الشعبى ضد «نتنياهو» وقام بالمشاركة فى تظاهرات عارمة -وصل العدد فيها لـ(٣٠) ألف متظاهر- تضامناً مع أهالى وعائلات الأسرى، والتى امتدت لمدة (٥) أيام متواصلة.

وقام برفع حاملة الإسعاف فى التظاهرات المؤيدة لتبادل الأسرى ووقف الحرب على غزة، فى إشارة منه إلى أن الأسرى يأتون للحكومة محمولين على حاملة إسعاف إما قتلى أو مُصابين.

وقرر زيارة أمريكا دون الحصول على إذن من «نتنياهو» رئيس الحكومة.. هنا ثارت ثائرة «نتنياهو» وحذّر «جانتس» وطالب السفير الإسرائيلى فى واشنطن بعدم حضور اجتماعات «جانتس» مع المسئولين الأمريكان، ليرُد «جانتس».

ويقول: سألتقى «كامالا هاريس»، نائبة الرئيس الأمريكى، و«جاك سوليفان»، مستشار الأمن الأمريكى، وعدد من أعضاء الحزبين الديمقراطى والجمهورى، وسأنتهى من الجولة وسأتوجه لزيارة بريطانيا.

هنا أطلق «نتنياهو» يد الوزيرين من أنصاره فى الحكومة («سموتيرتش» وزير المالية و«بن غفير» وزير الأمن) للهجوم على «جانتس».. (سموتيرتش) قال إن تظاهرات عائلات الأسرى تُضعف موقف الحكومة فى التفاوض مع حركة حماس، و(بن غفير) قال: استمرار الحرب أهم من عودة الرهائن، وحينما يتظاهر وزير ضد حكومته يجب ألا يبقى فيها وعليه أن يتمتع بالشجاعة ويستقيل.

ليخرج «جانتس» ويرُد عليهما قائلاً: كان معى فى التظاهرات أعضاء من اليمين واليسار والوسط ورجال الدين والعلمانيين ويهود عرب، والتظاهرات ليست نشاطاً سياسياً مُعارضاً، فالحكومة من المفترض أنها حكومة الشعب والشعب يقول: نريد الأسرى ونطالب بإتمام صفقة تبادل الأسرى لأن حياتهم وتحريرهم فوق كل شىء وأهم من أى شىء.

فى خضمّ هذه الأحداث، انفردت صحيفة «هآرتس» بخبر أحدث صدمة لدى الرأى العام الإسرائيلى وهو: («نتنياهو» يُخطط لإنهاء اتفاقه مع «جانتس» وسيطرده من الحكومة هو وشريكه «آيزنكوت» الوزير فى حكومة الحرب وهو رئيس أركان سابق والموالى لـ«جانتس».

من جانبهم حرص أنصار «جانتس» على نشر استطلاعات رأى أجراها عدد من وسائل الإعلام تقضى بأن شعبية «جانتس» فى ازدياد وتراجُع شعبية «نتنياهو»، وأنه لو أُجريت انتخابات الكنيست سيكتسح «جانتس» الانتخابات وسيفوز بفارق (١٨) مقعداً فى الكنيست عن «نتنياهو»، وهو ما سيتيح له تشكيل الحكومة القادمة بكل سهولة.فى هذه الأثناء حاول «لائيد لبيد»، زعيم المعارضة فى الكنيست، التدخل لتهدئة الأجواء بين (نتنياهو وجانتس).

وطرح مبادرة تقضى بالآتى: امنحوا «نتنياهو» الأمان لكى يقبل صفقة الهدنة وتبادل الأسرى دون إسقاط حكومته.. هذه المبادرة رفضها أنصار «نتنياهو» ورفضها أنصار «جانتس»، والوضع الداخلى فى إسرائيل الآن مُتأزم.

والموقف صعب، والمؤشرات -طبقاً للمعطيات التى تم سردها- تقول: ستُحل حكومة «نتنياهو» بعد تراجع شعبيته وبعد تزايد ضغوط الرأى العام الداخلى والخارجى وجميع وسائل الإعلام الإسرائيلية لكى تتم صفقة تبادل الأسرى وسيخرُج (٤) وزراء متطرفين من الحكومة وهُم (سموتيرتش وبن غفير وجيلا جملائيل وإلياهو)، سيخرجون غير مأسوف عليهم.

بلال الدوي – الوطن نيوز

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى