آراء

كيف نبني السعادة الأسرية؟

يختلف الناس في تحديد مفهوم السعادة وأسبابها فمنهم من يرون بالثراء والمراكز والمناصب العليا، وآخرون يجدونه بالحياة العصرية الصاخبة، إلا أن السعادة الحقيقية التي تسعى الأسرة إلى الحفاظ عليها تكمن في القناعة. إن من الأهداف الجميلة التي يسعى إليها كلا الزوجين أن يكون لديهما بيت سعيد، ولا أظن أن هناك رجلا أو امرأة إذا سألته حين زواجه عن أفضل أمنياته من هذه الخطوة في حياته إلا ويجيبك:

أن أبني بيتا سعيدا يرضى عنه الله تعالى، وينبت الخير في المجتمع وتهنأ النفوس. السعادة الزوجية ينشدها كلا الزوجين في الحياة فهذه السعادة تدعو الإنسان إلى السعي الحثيث إلى دخول عش الزوجية، وهي التي تكون سببا في المحافظة على الوفاء من أحدها للآخر في الحياة وبعدها.  تتطلب سعادة الأسرة أسسا متينة تقوي الروابط العائلية وتعزز القيم والقناعة بما لدينا. إن وجود العاطفة التي تقوي الروابط بين الوالدين والأبناء من مودة ورحمة وثقة واحترام متبادل يعد مسكنا للنفس وعامل استقرار للحياة، وهذه الدائمة تسمح بتقاسم أعباء الحياة اليومية والمشاركة في أفراحها وأتراحها فتحقق التفاهم والسعادة. لا بد من توزيع الأدوار والمسؤوليات بين الزوجين والأبناء فكل واحد يتحمل مسؤولية أمر ما، وهذه النقطة تشعر جميع الأفراد بأنهم مهمون ويؤدون دورا أساسيا في الحياة الأسرية،

فيكون ذلك مصدر سعادة الجميع. هناك أمور يقوم عليها بناء الأسرة المسلمة وتتوطد فيها العلاقة الزوجية وتبتعد فيها عن رياح التفكك وأعاصير الانفصام: 1- وأول هذه الأمور وأهمها التمسك بعروة الإيمان الوثقى. الإيمان بالله واليوم الآخر والخوف من الله سبحانه وتعالى، ولزوم التقوى والمراقبة والبعد عن الظلم والتعسف في طلب الحق.

2- المعاشرة بالمعروف ولا يتحقق ذلك إلا بمعرفة كل طرف ما له وما عليه، وإن الكمال في البيت وأهل البيت أمر متعذر، والأمل في استكمال كل الصفات فيهم أو في غيرهم شيء بعيد المنال في الطبع البشري.

فلنعلم جميعا أنه بحصول الوئام تتوفر السعادة، ويتهيأ الجو الصالح للتربية، وتنشأ الذرية في بيت كريم مليء بالمودة وعامر بالتفاهم، بين حنان الأمومة وعقل الأبوة، ولسان حال الزوجين يقول: “ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما”.

همسة

اعلم أنك قدوة لأبنائك فإذا تهاونت بالعبادة أو تكاسلت عنها وتثاقلت عند القيام بها تأثر أبناؤك بك في ذلك واستثقلوا العبادة وربما تهربوا منها.

د. العربي عطاء الله – الشرق القطرية

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى