آراء

تمسك بالسعادة

إن السعادة تكمن في تحقيق التوازن بين مطالب النفس والجسم والروح، وبين مطالب الفرد والجماعة، ولا يتحقق هذا إلا إذا عمل الإنسان في تحقيق الأهداف التي من أجلها خلق، وهي عبادة الله وتعمير الأرض. وهو لا يستطيع النهوض بها وحده بل ينهض معه بها أناس كثيرون، فترتبط سعادته بسعادة من حوله ويندفع إلى التعاون معهم لتحقيق كماله الإنساني. ولا يتعارض الحصول على السعادة في الدنيا مع الحصول عليها في الآخرة بل يرتبط بها ويؤدي إليها،

لكن السعادة في الدنيا لا تصلح أن تكون غاية إنسانية لأنها سعادة ناقصة لا ترقى إلى مستوى السعادة في الآخرة التي يجب أن يجعلها الإنسان غايته التي يسعى لها فيسعد في الدنيا والآخرة، فالسعيد في الآخرة سعيد في الدنيا بعمله الصالح وحبه للناس وعبادته لربه. ولم يهتم علم النفس الحديث بماهية السعادة بقدر اهتمامه بكيف يكون الإنسان سعيدا، ووضع كثير من علماء النفس مناهج وبرامج لتنمية الشعور بالسعادة وتخفيف مشاعر القلق والتوتر والشقاء، وذهبوا إلى أن سعادة الإنسان محصلة مشاعر الأمن والطمأنينة والكفاءة والجدارة والرضا عن النفس وعن الناس والاستحسان والتقدير والاستمتاع بالعمل والإقبال على الحياة والإيمان، وهذا يعني ان السعداء هم المتمتعون بصحة نفسية. فالسعادة مشاعر إنسانية فيها تضحية وإيثار، وثقة في الناس ومودة لهم واحترام متبادل، وأقل الناس سعادة هو الذي يسعى إلى إسعاد نفسه، يليه في السعادة الذي يسعى إلى إسعاد أسرته وأولاده، ثم الذي يسعى إلى إسعاد أهله وأصحابه وجيرانه، وأكثر الناس سعادة هو الذي يسعى إلى إسعاد الناس جميعا. والسعادة تنبع من داخل الإنسان ولا تأتيه من خارجه، وهي ليست في تحصيل الملذات والشهوات الحسية بقدر ما هي في تحصيل الملذات النفسية والروحية، والتي تبعث في النفس طمأنينة وانشراحا وراحة وصفاء، وهذه المشاعر لا يحصلها الإنسان بالصدفة، أو من ضربة حظ، بل هي ثمرة جهود منظمة، وسلوكيات إرادية هادفة إل تنميته من الناحية الجسمية والروحية، وإلى تقوية علاقته بالناس والحياة. – همسة ليس السؤال كيف يراك الناس ولكن كيف أنت ترى نفسك.

د. العربي عطاء الله – الشرق القطرية

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى