تحقيقات وتقارير

الخدمات في رمضان.. قلق مبكر

أزمة الخدمات التي يستقبل بها المواطن السوداني شهر رمضان المُعظَّم تُجسَّدها مُكالمة هاتفية أجرتها (الـسوداني) أمس (الثلاثاء) مع المدير التجاري لشركات أمان للغاز وددنا استفساره حول انسياب سلعة الغاز خلال هذا الشهر الفضيل، لكن الرجُل اضطر للاعتذار لنا وتأجيل الإفادة لأنه (مُصطف) بمحطة وقود منذ فترة طويلة وأخيراً هو الآن على بُعد أمتار معدودة من (مُسدَّس) الطلمبة حيث تعبئة (تنك) سيارته، ومن ثم يُفيدنا حول أزمة الغاز..!!

 

(مساسقة) المواصلات

بموقف جاكسون بالخرطوم، التقت (الـسوداني) بالطالب نادر عبد المطلب يدرس مختبرات طبية بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، قادم من مكان سكنه الكلاكلة اللفة مُستقلاً مركبة ” هايس”، وهو في حالة جدال مع صاحب المركبة الذي فاجأ رُكَّابه بأن قيمة التذكرة هي ( 15) جنيهاً، بدلاً عن الـ(10) جنيهات التي قبل بها المواطنون (مُكرهين) حتى مساء الأمس، ولفت في حديثه لـ(السوداني) إلى أنه لم يعد يتمكن من الحضور للجامعة بصورة منتظمة، فقد تفوته محاضرة على الأقل يومياً بسبب شُح المواصلات، لافتاً إلى أن بعض زملائه في أطراف الولاية لا يحضرون للجامعة إلا يومين في الإسبوع فقط، مُرجعاً الأسباب إلى جانب شُح المواصلات، إلى زيادة التعرفة التي تصل لـ(30) جنيهاً للفرد في خط واحد، خاصة أن في بعض الخطوط تفوق الثلاثين، وشهدت (الـسوداني) أمس الأول في موقف بحري انعدام مواصلات الحاج يوسف فيما ما عدا الأمجاد وقيمة الراكب ( 40) جنيهاً لكل الخطوط.
في هذه الجُزئية اتصلنا على، الأمين العام لهيئة الحافلات بولاية الخرطوم، فأكد لنا تخصيص الولاية لمحطات وقود خاصة بالحافلات والمركبات العامة حتى لا تضطر للانتظار لفترة طويلة بالمحطات العامة طلباً للوقود، وقال إن ذلك ساهم في تقليل الأزمة وتحسن الوضع الآن عن الأسابيع الماضية وأضاف في حديثه لـ( السوداني) بنسبة ( 80%) المواصلات متوفرة، مُستبعداً أن يسوء الوضع في فترة رمضان، وقال إنه سيتحسن لأن الإجراءات المُتخذة والتدابير تمضي في اتجاه الحد من الأزمة.

(ألغاز) الغاز..!!

على نسق أزمة البنزين والصفوف بمحطات الوقود، ظهرت صفوف الأنابيب بمنافذ ومستودعات بيع الغاز، الخالة عائشة التجاني إحدى المنتظرات بصف الغاز في مركز بوسط الحلة الجديدة عادت بعد أن وقفت لقُرابة الثلاث ساعات في الصف إلا أن المركز أخذ ( 20) أنبوبة فقط من صف ممتد به قُرابة المائة أسطوانة، وطلبوا من البقية الحضور غداً صباحاً وأن الكميات ستكون أكبر من حصة اليوم، وحمل كل شخص أسطوانته وغادر في ضجر وبؤس، من تكرار الأزمات على صور مُختلفة ولسان حالهم ” نلقاها من وين ولا وين”، محمد ساتي من منطقة الحلفايا أكد لـ(السوداني)الصادرة يوم الاربعاء أنه اضطر قبل إسبوعين لشراء أسطوانة غاز جديدة بمبلغ ( 1200) جنيه، بعدما فشل في وجود غاز بمراكز التوزيع.


واستمع قطاع التنمية الاقتصادية بمجلس الوزراء في اجتماعه أمس  برئاسة مبارك الفاضل المهدي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الاستثمار إلى تقرير حول موقف انسياب المواد البترولية، قدمه وزير الدولة بوزارة النفط والغاز سعد الدين حسين البشرى، مؤكداً اكتمال عمليات الصيانة الدورية لمصفاة الخرطوم للبترول وبدء العمل في تمرير الخام، مبيناً انفراج أزمة شح الوقود المؤقتة تدريجياً، كما أكد الوزير توفر احتياجات الزراعة من الوقود.

وكشفت وزارة النفط أن أزمة الوقود في رمضان ستنفرج نوعا ولن تكون كما هي عليه الآن، ورفض وزير الدولة بالنفط د.سعد الدين البشرى التعليق على الوضع، باعتبار أن أية حديث يكون تنظيراً فقط، كاشفاً عن أن تركيزهم في المرحلة المقبلة الحديث بالأفعال والحلول العملية التي تجلي الأزمة، لافتاً في حديثه لـ(السوداني) إلى أن الوضع حتما سيتحسّن ويعود لطبيعته، لكن لا يمكن القطع بذلك اليوم حالياً.

الكُهرباء تُطمئن الجمهور

رغم أن السنوات الأخيرة شهدت استقراراً لا بأس به في الإمداد الكهربائي بحسب مراقبين مع قطوعات محدودة تفاوتت بين الحين والآخر، وزارة الكهرباء والموارد المائية بشرت بإمداد كهربائي مُستقر في رمضان، ورغم ذلك أعرب كثير ممن تحدثوا لـ(الـسوداني) حول الموضوع، عن عدم اطمئنانهم لأحاديث الوزارة وتطميناتها بسبب أنها في غير رمضان تنقطع لساعات كثيرة، ومن المعلوم أن الضغط على شبكة الكهرباء في رمضان يزداد بصورة كبيرة وعليه يبقى احتمال القطوعات في رمضان أكبر من غيره.

وزارة الموارد المائية والري والكهرباء، أكدت على استهدافها استقرار التيار الكهربائي في شهر رمضان،  وقال الناطق الرسمي للوزارة م. محمد عبدالرحيم جاوش لـ(السوداني) إن كل ترتيبات الوزارة تسعى لعدم حدوث قطوعات مبرمجة في رمضان، وزاد أن القطوعات بسبب الأعطال يمكن أن تحدث في أي وقت، وأضاف : في حالة حدوث أعطال يجب الإبلاغ عن طريق الرقم (4848).

الإمداد المائي.. جرس إنذار

دائماً ما تشكو أحياء الخرطوم خاصة الأطراف من قطوعات في المياه، ياسر أحمد أحد قاطني منطقة المنارة بأم درمان، اشتكى من تكرار القطوعات بالمنطقة، على الرغم من أن بها أكبر محطة توليد مائي بالولاية ” محطة المنارة”، مؤكداً على أن أهل الحي يُعانون بشدة من القطوعات خاصة الذين لا يمتلكون مولدات منزلية ” موتور”، لأن كثيراً من الأوقات لا يمكن الحصول على المياه إلا بتشغيل المولدات بالمنازل، والتي بدورها تتطلب استقراراً في الكهرباء.

مدير هيئة المياه بولاية الخرطوم، المهندس نُهيزي الرفاعي رهن المحافظة على استقرار الإمداد المائي بزيادة التعرفة، وذلك للتمكن من تجديد الشبكات وإدخال مصادر جديدة تضمن الاستقرار، مُبرراً الزيادات بأن الأموال المُحصلة عبر الهيئة غير كافية حتى يكون التشغيل بصورة مُثلى، وأضاف في حوار مع (الـسوداني) أن الهيئة تصرف أسبوعياً ( 5) ملايين جنيه للتشغيل وصيانة الأعطال، كاشفاً عن وجود ( 12) منطقة بالولاية تعاني عطشاً وقطوعات مستمرة بسبب الأعطال منها مناطق الحاج يوسف المايقوما بسبب احتراق المُحول، وأحياء تعاني العطش مثل أحياء الدروشاب والسامراب وأم ضريوة بسبب تعطل بئرين تمت معالجتهما، وأحياء بمنطقة مايو، وأشار نُهيزي إلى أن الوضع في رمضان لا ينزع استقراره إلا تعطل في محطات الكهرباء، وخلل مؤقت بالشبكات أو الأعطال الطارئة.

الخرطوم (كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى