الهندي عز الدين

التحرير .. طريق الهاوية !

حسناً فعلت الحكومة بتراجعها عن القرار المحتمل الذي تم تسريبه أمس الأول ، بتحرير سعر صرف الدولار والعملات الأجنبية الأخرى ، لتكون مسؤولة عنه لجنة محايدة من مصرفيين و(صُناع سوق) .
فلو أن الحكومة مضت في ذلك الطريق الهاوية ، لكانت النتائج فادحة المخاطر ، بحيث لا يمكن تداركها ، ما يهدد استقرار الدولة بكاملها .

تحرير سعر صرف النقد الأجنبي يحتاج إلى احتياطي نقدي كبير تدخل به الحكومة عبر البنك المركزي في مواجهة مع السوق الموازية ، بضخ مئات الملايين من الدولارات في السوق لتغطية الاحتياجات المختلفة ، ما يكبد تجار المضاربات في العملة خسائر فادحة ، تضطرهم إلى الخروج نهائياً من هذا المضمار ، وهو ما يحقق في النهاية وضعية التوازن والاستقرار المنشود في سعر العملات الأجنبية لفترة طويلة .

أما ذهاب الحكومة للتجار بظهر مكشوف ، وخزينة خاوية ، وهم يعلمون تمام العلم من مصادرهم داخل البنوك أن البنك المركزي لا يملك احتياطياً كافياً لمجابهتهم ، فهذا يعني الانتحار ، ولا شيء غير الانتحار .

الحل أن تمضي الدولة في سياسات تشجيع الصادر بكسر القيود وإزالة التعقيدات (الإدارية) ، وانتظار رسوم نفط الجنوب ، خاصة أن سعر برميل النفط ارتفع مؤخرا فوق الـ(82) دولاراً ومرشح ليبلغ سقف الـ(100) دولار ، في حال توقفت صادرات إيران من النفط بفعل العقوبات الأمريكية .

بالنسبة لتحويلات المغتربين، فإن المناسب أن تخصص آلية خاصة لها عبر بنك محدد ، لشراء تحويلاتهم بسعر ينافس السوق الموازي ، على أن يستمر السعر الرسمي للدولار في حدود (18) جنيهاً ، مع تخفيض الدولار الجمركي للمساعدة في زيادة الإيرادات وتخفيف وطأة الأسواق على المواطن ، والمفروض أن يكون رفع العبء عن المواطن هو الهدف الأول في كل موازنة جديدة للدولة ، وليس العكس .
نرجو ونأمل .

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



فاطمة احمد

محررة تختص في تغطية الأخبار الإقليمية، تسعى لنقل التطورات المحلية بشكل موضوعي ودقيق.
زر الذهاب إلى الأعلى